موقعي الخاص بابداعاتي رومانسياتي

مدونة تهتم بالإبداع الشعري و الأدبي و الخواطر الصادقة و التأملات..

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة الإلكترونية


الأحد، 23 أغسطس 2015

الضريح

                                                 الضريح
ضريح سيدي بولقنادل..مدونة رومانسياتي
كان يوم الاثنين يوم العطلة الأسبوعية بالنسبة للأب و كانت استراحته الروحية المحلية المفضلة لا تتجاوز رحاب "سيدي بو لقنادل" أما الوطنية فسيدي حرازم و مولاي يعقوب أما حلم العمر فهو زيارة مقام النبي.
خلاصة الأمر: أحلام سياحية لا تتجاوز القبور.
        أما الضريح المحلي فقد بني على سفح جبل قصبة "أكادير أفلا" يشرف على مرسى المدينة و لذلك لقبوه بحارس المرسى.
    يضطجع الأب مسلما النفس في حضن مقام الولي الصالح، بينما الصغير يضل جالسا يحملق في زوار الضريح..
      تدخل عجوز بلباس قزحي الألوان أغلب جسمها ردفان مرتفعان و ضرعان منخفضان و رجلان مقوستان استهلك الزمن كل ما فيها من أنوثة، و صار الوجه أخاديد جففها تقدم العمر فصارت كالزبيبة.. خلعت الشبشب و استدارت لتستقدم امرأة في مقتبل العمر في لباس بلدي.. و قد أثقل الحياء ممشاها. ها هي تضع بعض النقود في صندوق الزيارات، وتضع الشمع في الركن المخصص لذلك، ثم تقَـبّـل أركان القبر الأربعة تماما كما فعلت العجــوز. بعد رفع أكف الضــراعة، حملت العجـــوز صخرة ملساء في حجم حبة الشمام، و وضعتها على ظهر رفيقتها، و ربطتها بثوب، فصارت تطوف بالقبر كمن تحمل طفلا من لحم و دم. و تولت العجوز الخبيرة التعبئة الروحية حتى إذا أكملت طوافها انتهت العملية كما بدأت بالدعاء و التقبيل ليغادرا المكان.
       لم يبق من أثرها غير تساؤلات محيرة في ذهن الصغير، وجد لها جوابا بسيطا من فم أمه: إنها عاقر.
     .الكبير غرق في نوم عميق، أما الفضولي فقد تسلل خارجا يتفقد مرافق المكان. و قد يبتعد كثيرا ليرى مصير ضريح آخر مهجور. بيت صغير يتوسطه قبر. يبدو أنه قليل الحظ فلا أحد يزوره أو في الحقيقة لا أحد استثمر فيه. الجديد هذه المرة هي فجوة على شكل جرة أما هذه فلم يجد الفضولي لها جوابا البتة.
 
غير أنه يقال أن أغلب الأضرحة هي فقط كنوز يخفيها أصحابها قبل الحج أو السفر فيكون القبر أكثر ما يوقره الإنسان...

من مذكرات ذ.لحسن الحماس مشاركة موقع رومانسياتي   

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

تطوير : مدونة رومانسياتي